
تمثال لمحافظ اسبرطى
المحافظون فى دولة اسبرطة القديمة كان يتم إختيارهم من بين ثلاثة أنواع ( خام – همام – بتاع كلام ) .. المحافظ الخام هو الذى أخذه الإمبراطور الاسبرطى من الدار للنار .. وهذا الخام قد يكون قائداً فى العسكر أو معلماً فى جامعة أسبرطه أو قاضياً كبيراً كان أم صغيراً أو من شلة الامبراطور أو أحد أصدقائه .. و قد يكون ذو شخصية ولديه بعض الخبرات الإدارية تساعده على نجاحه فى عمله وإما أن يكون غير ذلك فيقع فى براثن شلة النفاق فى ولايته والتى تتمثل فى نواب الوالى والسكرتارية و مديرو مكتبه والمراسم والعلاقات .. حيث تتفنن تلك الشلة فى جذب الوالى الجديد إلى مدارها من خلال حلقة مغلقه يحيطون بها عليه و يضعون الحواجز والعراقيل أمام أى فرد يحاول تبصرته و مساعدته و لا يكلون أو يملون من الهمس و اللمز حول هذا أو ذاك ويساعدهم فى نجاح مهمتهم أن يكون الوالى ممن يفتح أذنيه للقيل و القال .. وعليه تتدهور أحوال البلاد من سئ إلى أسوأ ولا تشهد تلك الولاية إلا مزيداً من الفساد .. أما النوع الثانى فهو المحافظ أو الوالى الهمام .. وهو شخصية مشهورة أو مغمورة ولكن لديه ملكات قيادية وأفكار طموحه وبعض الخبرات الإدارية مما يؤهله للقيام بأعماله الجديدة ويبدأ فوراً بإقتلاع جذور شلة النفاق و يختار طاقم جديد يساعده فى نجاح عمله وبالفعل تكون الولاية محظوظه بهذا الوالى الذى لا يجلس فى مكتبه و إنما يخرج إلى الشارع و يعشق العمل الميدانى و يقترب من المواطنين ويعمل على حل مشاكلهم و عليه تتقدم أحوال البلاد و العباد .. أما النوع الثالث فهو الوالى ( بتاع كلام ) وهو شخصية مشهورة أيضاً و لكن ليس لديه أى نوع من الخبرات سوى الكلام المعسول ومؤهل للإنخراط فى فلك الفساد و يكتفى بالنوم داخل مكتبه و إستراحته وإذا خرج إلى الشارع أو حضر لقاءً ما فإنه لايكل و لا يمل من إطلاق التصريحات الوردية و لايسكت عن الكلام وتشهد البلاد فى عهده تراجعاً وتقهقراً إلى الوراء ..
ونظراً لأن الشعب المصرى يتمتع بديمقراطيه شديدة بخلاف شعب أسبرطه وخاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق المستبد الذى ظل يحكمه ثلاثون عاماً .. فإنه لن يقبل أى نوع من المحافظين فى الحركة الجديدة إلا الهمام الذى يعمل و يجد و يجتهد ولن تكون مفاجأة بالنسبة للمحافظ بتاع الكلام ومن يقع فى براثن شلة النفاق أن يجد الشعب على باب مكتبه أو إستراحته منذ الأسبوع الأول يقول له ( إرحل .. إرحل .. إرحل ) – ( الشعب يريد إسقاط المحافظ ) – ( مش عايزينه .. مش عايزينه ) .. وسيجد أيضاً الأقلام فى الصحف ومدونات ومواقع النت بعد حرية الإعلام التى نعيشها تطالب بإقالته فوراً .. يعنى بالعربى لامكان للفاسدين أو المتقاعسين أو المتخاذلين .. المكان اليوم للشرفاء القادرين على العمل و العطاء ولايبغون إلا رضا رب السماء ..
مصطفى الشهاوى
elshehawy@gomhuria.org
رد