المنوفية والسويس نموذجان يستحقا الدراسة
في 25 يناير الماضي عندما خرج عشرات الآلاف من المصريين رافعين شعارات (عيش- حرية – عدالة اجتماعية) لم يكن يعرف احد كيفية الوصول إليها إذ لم يكن في بال احد آنذاك ان الطريق الوحيد للوصول لهذه المطالب هو إسقاط النظام القمعي الذي ظل يعمل دائما ضد هذه المطالب ومحوها تماما فكان الطعام فاسدا ومسرطنا وكان المصريين يموتون أحيانا في طوابير الخبز ولم تكن هناك حرية على الإطلاق على العكس كان هناك قمع شديد وانتهاك لحقوق الإنسان وبالطبع لم تكن هناك أي عدالة اجتماعية فهناك فرق شاسع في الأجور هناك من يتقاضى مليون جنيه شهريا وهناك من يتقاضى 300 جنيه في نفس المؤسسة .
كان المتظاهرون يرفعون هذه الشعارات فقط حتى رفع المتظاهرون الشعار العبقري (الشعب يريد إسقاط النظام ) فكانت أول سماء تشهد هذا الشعار هي سماء السويس المحافظة التي كانت أكثر ثورية والأكثر تقديما للشهداء خاصة أول أيام الثورة ويوم جمعة الغضب في حين أن المظاهرات في المنوفية لم تكن بالقوة نفسها أو حتى بنصفها بل كانت اقل بكثير!! لماذا؟ هل لأن أهل السويس لهم تاريخ طويل فى مقاومة المحتل الانجليزي ومن بعده المحتل الصهيوني والمنوفية لم تحظى بهذا الشرف؟ هل لأن رئيسا الجمهورية المخلوع وسلفه كانا من المنوفية وكانا مشهورين بالاستبداد والقمع الشديد فلم يكن من اللائق أن تكون المحافظة الأكثر ثورية ؟ هل لأنها كانت دائما تخضع لقمع امني اشد وطأة من نظيراتها في المحافظات الأخرى ؟ أم لأنها محافظة تميل للزراعة بشكل اكبر والفلاح بطبعه يميل للخنوع ولا يشاهد غير التليفزيون المصري لأنه تقريبا لا يعرف غيره وبالطبع يتأثر به ؟ قد تكون كل هذه عوامل مؤثرة وقد أرجح أكثر العمل الزراعي للمحافظة الذي يشكل عدم النضج الكامل لأبعاد الثورة وللمكانة التي كان يجب ان نكون عليها بعدها وللأسف لم يحدث منها اى شيء بسبب المجلس العسكري الذي يمتلك كل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية ولبيسوا شباب التحرير ( اللي خربوا البلد) لا ننفى هنا ان هناك أيضا من يقول هذه الجملة( بتوع التحرير اللي خربوا البلد) في كل المحافظات وهذا نجاح باهر يحسب للمجلس العسكري الذي نجح بشكل منقطع النظير في تكريه الناس في الثورة باعتبار أنها سبب كل المشاكل وسحق الثوار بمحكماتهم عسكريا وتشويه صورتهم أمام الناس .
نحن كحركة 6 ابريل ننزل إلى الشارع ونتحدث مع سواد الناس نجدهم إما مرهقين للغاية وراء لقمة العيش ولا يوجد لديهم وقت للتفكير حتى في سياسات من يحكم إن كانت جيدة أم لا ؟؟ او انهم قد استمرأوا الاستعباد .!!
نحن نريد أن يعي المصريين جميعا من المسئول عما يحدث من تدهور امني واقتصادي هل هم الثوار الذين لم يحكموا أم الحاكم الذي لديه كل الصلاحيات؟ هل نحن نستحق العيش بكرامة أم لا؟
إن أجاب المصريون عن هذه الأسئلة بحيادية وبعض التفكير المنطقي فقطعا سنجدهم جميعا يهبون مرة أخرى في ثورة ثانية للإطاحة بكل فاسد على ارض الوطن الحبيب ولن تبقى الثورة هذه المرة من يقتل المصريين ويهين كرامتهم ويخضع دائما لأوامر الإدارة الأميركية.
بقلم : احمد دربالة
عضو حركة 6 ابريل
بالمنوفية
م. هشام حمدي جمعة 3:24 مساءً on 28 ديسمبر 2011 رابط دائم |
السيد دربالة يتحدث بلغة سئمها المصريون الذين حكموا بالشعارات منذ حكم العسكر في 1952 بانقلاب على الملكية إلى انقلاب على الاشتراكية بمجيء الراحل السادات و ثورته التصحيحية إلى ثورة الانفتاح
إلى مجئ مبارك فعشنا في جحيم التغييب و التهميش و انعدام القدوة و القيم و محاربة المتدينين فكان هذا كله مكسبه الوحيد من ثقافة مبارك الروسية بحسب تعلمه.
و جاء الانقلاب الذي بشر به عمر سليمان في 7/2/2011 ليصبح انقلابا للمرة الأولى على الباطل لوجود شعب متعب مثخن بالجراح يتمنى اسعادة روحه. فإذا بعودة الروح في أجساد منهكة غابت بصيرتها و انفصلت عن الواقع من تيارات إسلامية إلى تيارات ليبرالية رأسمالية متهتكة منغمسة في الفساد إلى تيارات علمانية تمثل أبواق غريبة على مسامع الشعب إلى تيارات اشتراكية شيوعية نشهد لها بقيادة الانتفاضة في 25/1 و لكنها غرقت في الفردية و الديماجوجية و فقد الرؤية فلم تفلح في إقناع الشارع البسيط المتدين ذو الاحتياجات العاجلة التي لا يستطيع أي من تلك التيارات تلبيته لأنهم منفصلين عن هذا الشعب.
أخي دربالة نحس جميعا بعظمة الانتفاضة التي قادها الاشتراكيون الذين لعبوا على أوتار الاحتياج و لكن أسألك بأن تنظر بذات الحياد و المنطق الذي تطالب به الشعب :
هل لديك خطة واضحة تحترم عقل الشعب المتدين و منهجية و قوة تتيح لك و لثورتك التي تدعو إليها تجيب عن الأسئلة الملحة في عقول الكافة فتطمئنهم إلى توفير الطعام لأطفالهم الجوعى و توفير المسكن لمن يلتحفون السماء في برد الشتاء و توفير الماء الصالح لذي تسرقه أثيوبيا و تهدي به جنوب السودان إسرائيل
لكي لا تتحول مصر حسب طلبك إلى بلد الثمانية و الثمانين مليون شهيد و نتركها للمحابيس في بورتو طرةليعودوا إلى ما أترفوا فيه و مساكنهم
أخي دربالة الشعب يريد حلولا الآن الآن و ليس غدا.
إعجابإعجاب
م. هشام حمدي جمعة 3:46 مساءً on 28 ديسمبر 2011 رابط دائم |
نعم أخي الفاضل البلاوي كثيرة و هو لفظ يعكس عقيدة المسلم و المسيحي فالله عز و جل يبتلي الناس ليجازيهم بصبرهم الذي مثله واحد عندهم و هو صبر أيوب و علمهم أن الحاكم هو ولي أمر له الطاعة فإن أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة و هو ما فعله الشعب بانتفاضته ليقول للحاكم كفى و قد ذهب الحاكم وجاء آخر لم يستطع و منذ سنة كاملة أن يأمر بحق أو بغيره . حاكم طبطب على جراح الشعب بكل حنان لأنه لا يملك عصا سحرية تداوي كل الجراح . و رضي الشعب البسيط أن يجرب مع حاكمه و يمهله ل
عله يستطيع مداواة الجروح و اختار الشعب نوابا له يمثلونه في برلمان يتوافق على العقد الاجتماعي الذي يحكم علاقات الشعب بحكامه و ضرب الشعب أروع الأمثلة في طوابير اصطفت لدعم الديموقراطية و حوت تلك الطوابير كل طوائفه فمنهم من دفعه حب التجربة أو الوعي السياسي أو التوجيه الطائفي أو الرشاوى الانتخابية أو الخوف من الغرامة و لكن المحصلة أن الشعب تحرك بمثقفيه و متعلميه و فلاحيه و عماله و جهاله و جيشه و شرطته في ملحمه لم نرصدها من قبل .
و يطمح نفس الشعب أن تمر أياما آمنة ليس بها ما يعكرها ليتسنى له اختيار حاكمه من أبنائه لمدد و لأول مرة في تاريخه ليست سرمدية أبديةو يبدو أن هذا التحرك أُثار حفيظة من لا يريدون لهذا الشعب استقرارا أو أمنا.
نعم الفساد مستشر لا يزل و الموظفون مفسدون لا يزالون و لكنك لم تقدم الحل لأنك لا تملكه أم تريدها ثورة حمراء لا تبقي و لاتذر .
يا سيد دربالة قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير .
ياسيد دربالة الحياة قصيرة و قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هكذا يؤمن لمسلم و المسيحي فهل لكم دين غير ما نؤمن به. أجب بمنطقية
إعجابإعجاب
م. هشام حمدي جمعة 4:09 مساءً on 28 ديسمبر 2011 رابط دائم |
و عودا للعنوان أنا لا أستطيع تقييم التجربة السويسية لأنها مختلفة كليا عن باقي المحافظات فلم يكن عناك هذا العنف السلطوي الذي أسقط مبارك فعليا فكم الدماء الذي سال بالسويس أو الإسكندرية غير مبرر أو معلن الأسباب حتى الآن و لذا فهي تجربة متفردة لا يقارن شعب آخر بالمحافظات المصرية و لذا أرى أن المنوفية كغيرها من باقي المحافظات المصرية لم تعش هذه التجربة المريرة ربما لأن الشرطة تلقت أوامر بعد التعامل حيث رصدنا في ذات الفترة تهدئة شاملة في محافظة المنوفية حتى في تعاملها مع أحداث سجن شبين الكوم و قويسنا لم تكن على النحو الدموي بباقي المحافظات و ربما كان ذلك لانسحاب الأمن المركزي من المحافظة في وقت الأزمة و لكن الشعب المنوفي بلا جدال هو من أرقى الشعوب المصرية في الفقه السياسي و الديني و لذلك لم تزل قدماه إلى منزلق الدمار و التصادم الذي نشأ عن الانتفاضة المصرية منعدمة الملامح و الأفكار
إعجابإعجاب